كان قضاء بني صعب في العقد الأول من القرن العشرين يضم مدينتي طولكرم وقلقيلية إضافة إلى 44 قرية. وفي أواخر العهد البريطاني صار القضاء يحمل اسم طولكرم وكان يتألف من مدينة واحدة هي طولكرم بينما أضيفت قلقيلية إلى قرى أخرى بلغ مجموعها 70 قرية من أهمها: ( عنبتا, قلنسوة, بلعا ,ذنابة,دير الغصون, شويكة, عتيل , علار,قاقون, زيتا, جت, كفر, النزلات, باقة, قافون, الطيبة, الطيرة,جيوس, عزون, كفر اللبد, كفر قاسم, وهي القرية المعروفة التي ارتكبت فيها القوات الصهيونية مجزرة رهيبة يوم 29 من أكتوبر عام 1956 وراح ضحيتها 47 شهيدا فلسطينيا من بينهم 17 إمرأة! ).
وأهل القضاء مشهورن بنشاطهم الدؤوب وبخاصة طبقة الفلاحين منهم, وقد أشار إلى هذه الحقيقة مؤلف ((شجرة الزيتون)) بقوله: اشتهرت قرية كفر اللبد بحسن زيتها غير أن دير الغصون وبلعا وزيتا وعتيل نافستها هذه الشهرة..... لقد قفزت دير الغصون في بضع سنين لتحتل المكان الأول بين قرى فلسطين الزيتونية فشجرت مساحات بلغ مجموعها 11 ألف دونم ... وكثر الغرس في أراضي هذه القرية الشاسعة بهمة عجيبة, حتى إن مزارعيها قاموا بنقر الصخر وعبأ مكان النقر بالتراب وغرسه بالزيتون. هذا.. وإن التوجه لدير الغصون من أية جهة من جهاتها ليعجب من هذا المجهود الجبار الذي بذله أهل هذه القرية النشيطون, فالسائر يسير في ظلال الزيتون الواسع حيثما اتجه . ويعرف فلاح قضاء طولكرم بشدة مراسه ونخوته, ويقبل الاقتباس ويستمع للنصح, ولقد أظهر استعداده للتقدم الزراعي بوضوح تام.
وقد بقي هذا القضاء ينعم بالطمأنينة وهدأة البال حتى اغتصاب فلسطين عام 1948 فبرغم أن طولكرم بقيت في أيدي السلطات العربية الأردنية حتى عام 1967 وبعد هذا التاريخ أمسى كل القضاء وكل فلسطين تحت السيطرة الصهيونية.ومنذ عام 1977 عمدت هذه السلطات إلى تهويد القسم الغربي من القضاء وزرعه بالمستعمرات الصهيونية وهو الذي يشتمل على أخصب أراضي المنطقة وأكثرها جودة, وأيسرها اتصالا.
النشاط العلمي والثقافي:
اشتهرت طولكرم وقضاؤها بأنها من أكثر مدن فلسطين حبا وتشجيعا للعلم وقد طلب أبناء طولكرم العلم في جميع بقاع الأرض فظهر منهم عدد من الشعراء والأدباء والعلماء ومن أهمهم على سبيل المثال : العالم الجليل الشيخ سعيد الكرمي, والشاعر الفحل حسن الكرمي (أبو سلمى), والشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود, والشاعر المرحوم جمال توفيق محمود, ورجل القانون المعروف الدكتور محمد خليل عميد كلية الحقوق سابقا في الجامعة الأمريكية في بيروت, وعالم الرياضيات والفيزياء المعروف الدكتور حلمي مارة الذي شارك في مؤتمر عالمي للذرة عام 1946, والمؤرخ الدكتور محمد زايد عميد كلية التاريخ في الجامعة الأمريكية ببيروت سابقا وغيرهم وغيرهم .
والمتتبع لمسيرة التعليم في هذه المنطقة يدرك بأنها قد بدأت مبكرة جدا. فلم ينتظر المواطنون وقتئذ افتتاح مدارس حكومية من قبل الدولة العثمانية. بل عمد الغيارى منهم إلى إنشاء بعض المدارس الابتدائية والكتاتيب وتكليف بعض أكفاء المتعلمين من أبناء البلدة أيضا إلى التدريس بها كما فعل المرحوم الشيخ خليل سعيد الكرمي.
أول مدرسة تأسست في طولكرم هي مدرسة طولكرم الابتدائية تأسست عام 1307م 1885م، وفي نهاية الانتداب البريطاني كان يوجد في طولكرم مدرستين للبنين، واحدة ابتدائية والأخرى قانونية، بالإضافة إلى مدرسة ابتدائية للبنات، كما أن هناك مدرسة الخضوري الزراعية
يوجد في المدينة 8 مدارس للذكور (أساسية, وأساسية عليا, وثانوية) وتحوي 3839 طالب, 8مدارس للإناث وتحوي 3667 طالبة, وأربع مدارس مختلطة وتحوي 1557 طالب وطالبة.
كلية خضوري:
كانت مدرسة زراعية وقد أنشئت هذه المدرسة من أموال تبرع بها السير (إلي خضوري ) المثري البريطاني اليهودي, من هونغ كونغ. وفي كانون الثاني من عام 1931 بوشر فيها بالتدريس وقبل فيها الطلاب الذين أتموا دراسة الصف الثاني الثانوي ( الثالث الإعدادي اليوم ) ومدة التدريس فيها سنتان. وقد استولت السلطة العسكرية البريطانية الظالمة على المدرسة أثناء الثورات الوطنية التي شنها العرب على البريطانيون وإبان الحرب العالمية الثانية. وبقي بعض أجزاء مزرعتها تحت السلطة المذكورة إلى ما بعد عام(1946) وكان أضيف لهذه المدرسة صف لإعداد المعلمين يشمل مناهجه طرق التدريس العامة ودراسة مقررات التعليم الابتدائي وطرق تدريس الزراعة وغيرها. وفي عام 1945- 1946 كان يوجد في القسم المخصص لإعداد المعلمين 11 طالبا وفي السنتين الأولى والثانية 51 طالبا وجميع طلابها داخليون ولهذه المدرسة أراض مساحتها 150 فدانا. وبعد النكبة اغتصب الأعداء من هذه المساحة 200 دونم تقع للغرب من خط السكة الحديدية.
وفي العهد الحالي أصبحت هذه المدرسة معهدا للتعليم التقني يعرف باسم (كلية فلسطين التقنية/ خضوري) , فيها فرع من جامعة النجاح الوطنية/ نابلس (كلية الزراعة).
عائلات طولكرم :
عائلات طولكرم كثيرة العدد بعضها قديم وبعضا حديث, ولكن أكثرها يعود جذوره إلى بعض القرى والمدن المجاورة, ومن عائلات طولكرم العريقة: الكرمي, الجلاد, حنون, سيف, العمر,( وينتسبون إلى الثائر الفلسطيني ظاهر العمر) الفياض, الخندقجي, بدران, البرقاوي, قعدان, إسماعيل, عائلة حمد الله(الشيخ محمود) ويدعون أيضا (الفقهاء) لكثرة ما ظهر فيهم من الفقهاء والعلماء والأدباء والشعراء وأبرزهم الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود, الناشف, المقدادي, الطيبي, أبو هنطش, بركات, الجيتاوية, وشديد ( وينسب إليهم الحاج علي شديد أكرم الكرماء في عصره), حمدان, الحطاب, شحرور, أبو حفيظة,ملحم, المدني, العموص, نور, عل, القبج, عدس, كنعان, فارس, العورتاني, حنون, الخضر, الصباغ.
كما سكنت مدينة طولكرم بعض العائلات التي نزحت إليها من المدن المجاورة مثل نابلس و جنين ومنها عائلات: البسطامي, عبد المجيد, الشخشير, الدلو, عبد الهادي, جرار, وغيرها.
شخصيات بارزة من طولكرم وقضاها:
كثيرة هي الشخصيات البارزة التي تنتسب إلى مدينة طولكرم وقضاها, ومنهم: أحمد شاكر الكرمي, الشيخ سعيد الكرمي,الشهيد إبراهيم حسين ناصر, الشهيد ليمان أبو خليفة, الشهيد علي محمد اليوسف, القائد الشهيد عارف عبد الرازق, الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود,القائد الشهيد عبد الرحيم الحاج محمد (أبو كمال) رشيد عبد الفتاح, المربي عبد الطيف طيباوي, القائد عبد الأسعد, القائد عبد الرحمن الحطاب, المربي درويش المقدادي, السياسي عبد الطيف صلاح,القائد الشهيد وليد أحمد نمر(أبو علي إياد), الشهد محمود الهمشري, محمد توفيق الطيب, الشيخ سعيد صبري, القائد الشهيد زهير محسن, الشاعر الفحل عبد الكريم الكرمي( أبو سلمى), الوزير هاشم الجيري, الشاعر محمد شديد, الحاج بكر الشنطي, نبيل محمود الحاج عبد.
المدينة عبر التاريخ:
لا يوجد تاريخ محدد لبداية استيطان المدينة وأن ما عثر عليه من آثار حتى الآن يثبت أن المدينة كانت قائمة إبان حكم الرومان لبلاد الشام في القرن الثالث الميلادي وتشير المصادر التاريخية الإسلامية إلى استيطان طولكرم قبل ذلك من جانب الكنعانيين، ويستدل على ذلك من كتابات الفراعنة وقد ورد ذكر طولكرم في العهد المملوكي، ففي القرن الثالث عشر الميلادي اقطع الظاهر بيبرس سلطان المماليك طولكرم مناصفة لقائديه الأمير بدر الدين بيبليك الخازندار والأمير بدر الدين الشمس الصالحي.
وظلت طولكرم قرية صغيرة مساحة وسكاناً حتى الثلاثينات من هذا القرن، وكانت عاصمة بني صعب عام 1892 من قبل العثمانيين، وساعد خط سكة الحديد الممتد من الساحل غرباً ونحو الداخل وسوريا شرقاً على نمو المدينة وتطورها، وفي أعقاب حرب 1948 هاجر الآلاف من المواطنين والتجار إلى مدينة طولكرم واستقروا في مخيم نور شمس المجاور، وظلت مدينة طولكرم خلال الفترة 1948 ؟ 1967 مركز لقضاء "لواء طولكرم" تتبعها إداريا (42) قرية، وبعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية خلال حرب حزيران عام 1967 نزح قسم كبير من سكان مدينة طولكرم وقسم كبير من سكانها بقوا فيها.
وهنالك مجموعة من المستوطنات الإسرائيلية بالقرب من طولكرم منها :
1.يادحنا تقع في ظاهر طولكرم الشمال الغربي.
2.عولش غرب يادمنا.
3.بورجتا تقع في ظاهر عولش الجنوبي.
4. نيتساني عوز بجانب طولكرم الغربي .
5. تونوبوت تقع في الجهة الغربية من
6. يانوب تقع في ظاهر تنوبوت الغربي.
7. بيرونانيم وتقع بجانب خربة بورين.
>>>>>>>>منقول>>>>>>>