ارتفع عدد ضحايا موجة الحرائق المدمرة في أستراليا إلى 200 حالة وفاة اليوم الثلاثاء وسط مخاوف من ارتفاع الرقم، كما خلفت عددا غير محدد من المفقودين بالإضافة إلى خسائر مادية قدرت بمئات ملايين الدولارات.
وقال رئيس ولاية فكتوريا جون برومبي إنه "سيكون هناك عدد كبير من قتلى الحرائق سيتجاوز 200 قتيل، لأن هناك عددا كبيرا من الأشخاص يتجاوز الـ50 توفوا بالفعل لكن لم تحدد هوياتهم".
وفي وقت سابق أفادت حصيلة رسمية مرشحة للارتفاع أن ما لا يقل عن 173 شخصا لقوا حتفهم في الحرائق.
وأتت الحرائق على عدد من القرى والمنتجعات وعلى مساحات واسعة من الغابات بولاية فكتوريا في جنوب شرق، وزاد الأمر سوءا اشتداد الرياح مما يصعب مهمة رجال الإطفاء في الوقت الذي تعاني فيه ولاية كوينزلاند من الفيضانات.
وكانت هذه الحرائق اندلعت نهاية الأسبوع الماضي غير بعيد عن ملبورن -وهي ثاني أكبر مدينة أسترالية- وأتت على مئات المنازل.
وقالت حاكمة ولاية فكتوريا كريستين نيكسون "نعتقد أن حصيلة القتلى ستتفاقم. نأمل أن تستقر (الحصيلة) بحلول نهاية الأسبوع الحالي".
وأضافت "نتقدم طريقا بعد طريق ومنزلا بعد منزل". وبسبب العدد الكبير من الجثث التي قتل أصحابها حرقا, تم تخصيص مشرحة مؤقتة في ملبورن.
وقد عثر على معظم القتلى في قريتين جبليتين تقعان إلى الشمال الشرقي من ملبورن. وتشهد مناطق أسترالية منها فكتوريا حرارة عالية جدا بلغت 46 درجة السبت الماضي.
[img]
[/img]
حصيلة أكبر
وحذرت سلطات المدينة الواقعة على الساحل الجنوبي لأستراليا من أن حصيلة القتلى سوف تستمر في الارتفاع بعد قيام جرافات الجيش بشق ممر لفرق خبراء الطب الشرعي لدخول القرى الصغيرة التي عزلتها الحرائق الضخمة يوم السبت الماضي.
وواصل رجال الإطفاء اليوم مكافحة النيران المشتعلة في الغابات الواقعة في المناطق الشمالية الشرقية من ولاية فكتوريا.
لكن جهودهم تصطدم بالرياح التي اشتدت قوتها في ظل حالة الجفاف السائدة بالمنطقة, متسببة في تأجيج ألسنة اللهب التي تحاصر قرى صغيرة ومنتجعات جبلية.
ولايزال هناك 26 حريقا متوهجا من بينها 12 حريقا خارج نطاق الخنادق التي حفرتها الجرافات لمنع انتشار ألسنة النيران إلى مناطق أخرى.
وتطوع عشرات الآلاف من الأشخاص لإطفاء الحرائق تدعمهم المئات من مروحيات ضخ المياه.
واستدعى رئيس الوزراء الأسترالي الجيش للمساعدة في جهود الإطفاء والمساعدة في إزالة جذوع الأشجار المحترقة التي تغلق الطرق وتمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين.
وفي منتجع كينغ لاك حيث دمرت النيران 550 منزلا, روى ناجون مصابون أنه كانت لديهم فقط دقائق للاستعداد لمواجهة ألسنة اللهب التي أغلقت الشارع الرئيسي وحجزت الأشخاص الذين حاولوا الفرار في سياراتهم.
وأفادت سلطات الولاية بأن الحرائق أتت على ما لا يقل عن 750 منزلا، مما أدى إلى تشريد أكثر من أربعة آلاف شخص. وحولت النيران 330 ألف هكتار من الغابات إلى رماد.
وقدرت شركة تأمين أسترالية الخسائر المادية الناجمة عن هذه الحرائق بما يزيد عن 500 مليون دولار أسترالي (325 مليون دولار أميركي).
شبهة قوية
وتجري السلطات تحقيقات واسعة للتوصل إلى مصدر هذه الحرائق الأسوأ في تاريخ البلاد. وفي هذا الإطار أعلنت منتجع ماريزفيل مسرحا لجريمة.
وتعتقد الشرطة أن الحريق اشتعل بفعل متعمد في المنتجع. وقد أرسلت فريقا من الخبراء لإيجاد الدليل, وأغلقت أبواب المنتجع أمام الجمهور.
كما أن الشرطة تعتقد أن مشعلي الحرائق في الحدائق العامة في أستراليا الواقعة في نصف الكرة الجنوبي, ينتهزون هذه الأوقات من درجات الحرارة العالية التي تساعد على الاشتعال السريع ليضرموا الحرائق التي تأكل الأخضر واليابس.
وقد وصف رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود قيام من سماهم المخربين بإشعال النار عمدا, بأنه "أقرب لجريمة القتل الجماعي التي لابد أن يحاكم مرتكبها".
وقال رود "بمَ أصف من يفعل مثل هذا الأمر؟ ليست هناك كلمات تصف هذا الفعل إلا بأنه قتل جماعي". وقال رجال إطفاء إن حرائق من التي تمكنوا من إطفائها اندلعت مرة أخرى مما دعاهم إلى الاشتباه في وجود مخربين.